بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
إلى السدة العالية بالله،
مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،
بعد تقديم فروض الطاعة والولاء، وتجديد أواصر البيعة الدائمة والوفاء الصادق، يتشرف خديم الأعتاب الشريفة أن يرفع إلى مقامكم العالي بالله هذه الرسالة، معبّراً من خلالها عن بالغ الإخلاص وصدق المحبة لجنابكم الشريف، وعن التقدير العميق لما تبذلونه من جهود متواصلة في سبيل رفعة الوطن وصون كرامة المواطن.
مولاي صاحب الجلالة،
إن أبناءكم الأوفياء إذ يعربون عن اعتزازهم الدائم بالانتماء لهذا الوطن العزيز، فإنهم يستشعرون جسامة التحديات التي تواجه البلاد في مجالات الصحة والتعليم والشغل والعدالة الاجتماعية.
وهي تحديات، وإن عظمت، فإن الثقة في قيادتكم الحكيمة تبقى صمام الأمان، لما عهدناه في شخصكم الكريم من حرص دائم على خدمة الصالح العام، وإرادة ثابتة في الدفع بمسار التنمية والإصلاح إلى مدارج أسمى.
مولاي،
إن الوطن يعيش لحظات دقيقة تستوجب رعايتكم المولوية السامية، ويلتمس أبناؤكم الأوفياء من جلالتكم التدخل العاجل لتهدئة الأوضاع، بما يضمن صون الاستقرار، وحماية السلم الاجتماعي، واستعادة الطمأنينة في قلوب المواطنين.
وإن المغاربة، يا مولاي، وهم أوفياء لعرشكم المجيد، يضعون آمالهم في حكمتكم وتبصركم لتجاوز هذه المرحلة بما يحفظ كرامة الجميع، ويعيد الثقة في قدرة مؤسسات الوطن على الاستجابة لتطلعات شعبكم الوفي.
مولاي،
لقد صبر هذا الشعب الوفي وتحمل أعباءً جسيمة، وظل متمسكاً بثوابته الوطنية الراسخة، واضعاً ثقته في رعايتكم السامية، ومؤمناً بأن جلالتكم السديدة هي الملاذ الضامن لحقوقه، والسند الأمين لتطلعاته نحو الكرامة والازدهار.
جلالة الملك،
إن هذه الرسالة لا تعدو أن تكون تعبيراً عن يقين راسخ لدى كل المغاربة، في أن إرادتكم الملكية السامية هي الكفيلة بفتح آفاق جديدة، وبإرساء أسس إصلاح شامل يعيد الثقة، ويجعل المغرب في مصاف الدول المتقدمة، بفضل رعايتكم وعنايتكم المتواصلة.
دام لكم النصر المؤزر، ودامت لكم المهابة السامية، وامتدت بكم الرعاية الميمونة، وأبقاكم الله ذخراً وملاذاً لهذه الأمة، وعماداً للوطن ووحدته.
حفظكم الله يا مولاي بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام عزكم ونصركم، وأقر عينكم بولي عهدكم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزركم بصنوكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
والسلام على السدة العالية بالله ورحمة الله تعالى وبركاته.
