Between Governance Promises and the Bleeding Reality… Kenitra Measures the Distance Between Law and Life
حين يصبح الطريق بين مستشفى الإدريسي والزموري أطول من طريق الإصلاح نفسه، يُدرك المواطن أن الشعارات الحكومية تسير أسرع من سيارات الإسعاف.
القنيطرة اليوم تختصر أزمة المنظومة الصحية المغربية في مشهدٍ بسيطٍ ومؤلم: مريض يبحث عن كيس دم، يُطلب منه أن يتنقّل بين مركز تحاقن الدم الملاصق للمستشفى الإدريسي القديم، والمستشفى الزموري الجديد في الجهة الأخرى من المدينة، فقط لأداء ثمن الكيس ثم العودة لاستلامه.
رحلة عبثية يقطعها الضعفاء والنساء والمسنون، في زمنٍ يُفترض فيه أن الرقمنة تختصر المسافات، لا أن تُضاعفها.
الصور التي نقلها موقع “نيشان” عن نساءٍ يحملن أطفالهن ويتوسلن المارة لنقلهن من مركزٍ صحيٍّ إلى آخر، ليست استثناءً، بل مرآة لإدارةٍ ما زالت تعتقد أن “الحكامة” قرارٌ فوقيٌّ يُتلى في البرلمان، لا ممارسةٌ يومية تُقاس بخطوة مريض على الرصيف.
وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي تحدث مؤخرًا عن انطلاق “المجموعات الصحية الترابية” (GST) باعتبارها العمود الفقري للحكامة الجديدة. غير أن ما يحدث بين الإدريسي والزموري يكشف أن العمود ما زال هشًّا، وأن الجسد الإداري لم يتعاف بعد من أمراض البيروقراطية.
في المغرب، لا يُختبر الإصلاح في المؤتمرات، بل في المسافة التي يقطعها مريض بين نافذتين.
ومن القنيطرة، تكتب وزارة الصحة فصلًا جديدًا في روايةٍ قديمة عنوانها: “قربٌ في الخطاب… وبعدٌ في الواقع، ودمٌ في الطريق.”
