قربات الولاية تسالي، وباقي السي أشنكلي كيوزّع الوعود بحال الطُعم، وكيطلّ علينا كل مرة من بلاصة، بصوت مفعم بالحماس، كيقول للمواطنين: “غادي نخدم، غادي نجلب الاستثمار، غادي نوفر الصحة والتعليم والشغل”. ولكن الواقع؟ واقع آخر كيتفرج!
فاش أطلق مجلس جهة سوس ماسة برنامج التنمية الجهوية فـ2023، كان كيبان بحال حلم كبير: 37.7 مليار درهم، سبعة محاور، وكلشي محسوب.. من الطرق للثقافة. دازو عامين، والناس كتسول: فين هي المشاريع؟ فين هي التنمية؟ الجواب: فـالوثيقة الرسمية… المعلقة فدواليب المجلس.
البرنامج اللي تكلّف قرابة 6 ملايين درهم غير فالإعداد، وُصف فالبداية بأنه العقد المقدّس بين المجلس والساكنة، وها هو اليوم ولا مجرد ديكور سياسي، كيتلوى فخطابات المناسبات، وكيتشد فالمكروفونات ديال الاجتماعات، وما كيتحقق والو!
المشكل؟ فالتدبير، فالعشوائية، فوعود كتحسبها مدروسة، وهي غير مرتجلة. المجلس التزم بـ9.8 مليار، ولكن دار اتفاقيات وصلات لـ11 مليار. باش؟ الله أعلم! فاق العدد ديال الاتفاقيات المشاريع نفسها، والبرنامج اللي خاصو يكون هو الحكم، ولى مجرد شاهد ما شافش حاجة!
أما القروض، فهي حكاية بوحدها… أكثر من 3 مليار درهم ديال الديون، فجهة ما قادرة لا تخلصها ولا تنجز بها. المشاريع الكبرى؟ باينة غير فالعناوين: توسيع الميناء، تأهيل المطارات، الطريق السيار المائي، الميناء الجاف… كلها مشاريع كتتعاود فكل لقاء، ولكن لحد الساعة، ما شفنا غير “صور مفاهيمية”.
وحتى المخطط الجهوي للتسريع الصناعي، اللي كان الملك محمد السادس هو اللي عطاه الانطلاقة فـ2018، راه كيتعثر قدام عيون الجميع. الإنجازات؟ تكنوبارك، مدينة الابتكار، وشوية ديال المشاريع المتفرقة. باقي المخطط؟ كيتسنى شي جدية تهزّو من تحت الركام.
نزيدك؟ سوس ماسة كتمثل غير 1.3% من الصادرات الصناعية وطنيا. رقم كيبكي، قدام كل داك “البروباغندا التنموية”. فرص الشغل؟ نعم، كاين تكوين، ولكن الشركات اللي خاصها تشغّل الشباب؟ غائبة أو قليلة، بحال شي مطر فصيف قاحل.
السي أشنكلي كيهضر على المستقبل، ولكن التقارير كتعري الحاضر. وعوده كتشبه بزاف للواحد اللي كيوعد ببناء قصر، وعندو غير ميزانية كوخ. والساكنة، اللي كتسنى شوية ديال الأمل، كتلقى راسها وسط مفارقة قاتلة: كلام كبير، وواقع صغير!
في النهاية، ومع اقتراب الانتخابات، كنقول لسي أشنكلي: الناس بغات مشاريع على الأرض ماشي أحلام على الورق. وساكنة سوس ماسة، ما بقاتش كتصدق بزاف ديال الكلام، لأنها جربات الانتظار.. وحصدات الخيبة.