Latifa Ahrar Studio: When the Actress Appoints Herself in the Final Scene of the Theatre of Appointments
كشفت مصادر إعلامية عن جدلٍ واسعٍ أعقب تنصيب الممثلة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أستاذةً للتعليم العالي في التخصّص نفسه داخل المؤسسة ذاتها، وهو ما أثار موجةَ تساؤلاتٍ وسخريةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهرت لائحةُ الناجحين في المباراة باسمٍ واحد: لطيفة أحرار.
الواقعة التي وُصفت من طرف نشطاء بأنها «مسرح عبثٍ إداريّ»، لم تكن مجرد حادثة معزولة، بل مشهدًا جديدًا في سلسلة طويلة من التعيينات التي تُدار بمنطق “الإخراج الذاتي” داخل منظومة التعليم العالي.
فالمخرجة هذه المرة لم تكتفِ بتوجيه الممثلين… بل أدّت الدور، وكتبت النص، وصادقت على النتيجة النهائية.
 من حادثة إلى مرآة للمنظومة
القصة، في جوهرها، ليست عن لطيفة أحرار وحدها، بل عن منظومةٍ كاملةٍ فقدت الإحساس بمبدأ الاستحقاق، وتحولت إلى استوديو مغلقٍ يُعاد فيه توزيع الأدوار بين نفس الوجوه، في مشهدٍ لا مكان فيه للوجوه الجديدة.
المعاهد الفنية والجامعات، التي يُفترض أن تكون مختبرًا لصناعة الفكر والإبداع، صارت مختبرًا لتدوير المناصب وتكرار الكاستينغ الإداري.
كيف يمكن لمؤسسةٍ تُعلّم التمثيل أن تُفشل اختبار الواقعية؟
كيف يمكن أن نتحدث عن تكوين جيلٍ فنيٍّ جديد، والمديرة هي الأستاذة، والمقرِّرة هي المترشّحة، والحَكَم هو الممثلة الرئيسية؟
أيُّ درسٍ في النزاهة يمكن أن يتعلّمه الطلبة من “مباراةٍ” تنتهي قبل أن تبدأ؟
 نظام جامعي يشتغل بـ«الإخراج الفني» لا بالبحث العلمي
الجامعات المغربية اليوم لا تُنتج فكرًا ولا نقدًا، بل تُنتج كراسي إضافية لمن يجلسون أصلًا في الصف الأمامي.
وما وقع في “استوديو لطيفة أحرار” ليس استثناءً، بل نسخة مصغّرة من نمطٍ أوسع: مناصب تُفصَّل كما تُفصَّل الأزياء في مهرجان، ومباريات تُعلن للزينة، ونتائج تُحسم قبل التصوير.
النتيجة:
جيلٌ من الطلبة الفنانين يعيش تحت سقف مؤسساتٍ تُعلّم الحرية على الورق، وتدرّب على الطاعة في الواقع.
جيلٌ يُقال له “كن مبدعًا”… لكن لا تجرّب.
“كن جريئًا”… لكن لا تسأل. المشهد الأخير في مسرح التعليم العالي
حين تصبح التعيينات عروضًا فنية، والأساتذة نجومًا داخل مسرحٍ بلا جمهور، نعرف أن المنظومة لم تعد تنتج معرفة، بل تسوّق صورًا جميلة لواجهةٍ متشققة.
وما “استوديو لطيفة أحرار” سوى مرآةٍ مكشوفةٍ لذلك المشهد الكبير: مشهدُ منظومةٍ تمثّل على نفسها… وتصدّق الدور.
هكذا يستمر العرض في صمت، تُطفأ الأضواء…
ويبقى الجمهور يتفرّج من الكواليس على دولةٍ تُخرج التعليم كما تُخرج المسرح… بنفس النص، ونفس الأبطال، ونهايةٍ يعرفها الجميع.
 
								

