Latifa Ahrar in the Role of “Exception”… The State That Excludes Youth and Rewards the Fifties
حين تُعيَّن الممثلة نفسها في الدور الرئيسي، لا يعود الأمر صدفةً ولا عبثًا… بل عرضًا جديدًا في مسرح الوظيفة العمومية.
القضية ليست في لطيفة أحرار كشخصٍ أو فنانةٍ تحظى باحترامٍ مهنيٍّ واسع، بل في المنظومة التي تفتح الستار على الاستثناء وتغلقه على القانون.
كشفت مصادر إعلامية أن الممثلة والمديرة لطيفة أحرار، تمّ تنصيبها مؤخرًا أستاذةً للتعليم العالي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، المؤسسة نفسها التي تُديرها منذ سنوات.
النتيجة: اسمٌ واحد في لائحة الناجحين… لطيفة أحرار.
مشهدٌ مكتمل العناصر، لا ينقصه سوى تصفيق الجمهور.
لكن خلف الكواليس، السؤال الذي دوّى ليس فنيًا ولا بيداغوجيًا، بل سياسي وإداري بامتياز:
كيف يُسمح بالتوظيف العمومي في سنٍّ يفوق 53 عامًا؟
ولماذا يُمنع آلاف الشباب الحاصلين على الدكتوراه من اجتياز المباريات بعد سنّ 35؟
أحرار، المولودة بمكناس يوم 12 نونبر 1971، ستبلغ بعد أسبوعين 54 عامًا.
أي أن الدولة التي ترفع شعار “تشبيب الوظيفة العمومية” صارت تُمارس عكسه تمامًا، فتُقصي الشباب بحجة السن، وتفتح الأبواب أمام من تجاوزوا نصف قرن.
المفارقة أكبر من مجرّد مباراة.
إنها صورة مصغّرة عن الدولة التي تشرّع القيود ثم تُعلّقها في أول مناسبة “فنية” أو سياسية.
قانونٌ يُسنّ للفقراء في القاعات الباردة، واستثناءٌ يُكتب للنخب في المكاتب المكيفة.
في مشهد أحرار، تحوّلت المباراة إلى عرضٍ من فصلٍ واحد:
المخرجة كتبت السيناريو، وأدّت الدور، ووقّعت في النهاية على شهادة النجاح.
الجمهور صامت، والنقابات متفرجة، بينما شباب الدكتوراه ما زالوا ينتظرون على أبواب الجامعات دورًا ثانويًا في مسرح الوطن.
القضية لا تتعلق بالفن بقدر ما تتعلق بالعدالة.
فحين يصبح السنّ معيارًا للإقصاء لا للتجربة، والاستثناء قاعدةً دائمة، فإننا أمام دولة تُعيد تمثيل نفسها في كل مباراة، بممثلين مختلفين ونهاية واحدة:
الاستحقاق لا يُؤدَّى على الخشبة، بل في كواليس السلطة.
