Demolition of the Bouskoura Palace: Lost Jobs, Wasted Investment, and a Late Decision—Who Owes the Region an Explanation?
أثار هدم المبنى المعروف بـ“قصر بوسكورة” ضواحي الدار البيضاء موجة كبيرة من النقاش، بعدما سقط صرح معماري شُيّد منذ سنة 2019 بكلفة تقارب 16 مليار سنتيم، قبل أن يُزال بدعوى وجود مخالفة في العلو.
غير أن مشهد الهدم أعاد إلى الواجهة سؤالاً أعمق يتداوله الرأي العام: كيف استمر المشروع ستّ سنوات كاملة في البناء دون توقف، ثم ظهر القرار النهائي في المرحلة الأخيرة فقط؟
منذ الأيام الأولى، كان الورش واضحاً لكل من يمر بالمنطقة: أعمدة ترتفع تدريجياً، طوابق تكتمل، حركة مستمرة للرافعات والشاحنات، وطاقم من العمال يشتغل بشكل يومي.
وفي منطقة تخضع للمراقبة الإدارية والتقنية المعتادة، كان من المنتظر أن تظهر ملاحظات أو إجراءات تصحيحية في وقت مبكر، وهو ما لم يحدث. هذا الغياب فتح نقاشاً واسعاً حول فعالية التتبع العملي وليس حول القرار القانوني نفسه.
وفق المعطيات المتداولة محلياً، لم يكن “قصر بوسكورة” مجرد بناية فخمة، بل جزءاً من تصور استثماري كان من المتوقع أن يخلق مئات فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، وأن يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية ورفع قيمة الاستثمار المحلي.
لكن الهدم أنهى هذه الإمكانية نهائياً، ووجّه النقاش نحو تأثير توقيت القرارات الإدارية على التنمية في المنطقة.
عدد كبير من المتفاعلين على منصات التواصل أشاروا إلى ما اعتبروه تفاوتاً في سرعة تطبيق المساطر، حيث تُوقَف مشاريع صغيرة في فترات قصيرة، بينما تستمر مشاريع أكبر لفترات طويلة قبل اتخاذ أي إجراء.
هذه المقارنات، وإن كانت تعبيراً عن آراء الرأي العام، فإنها تكشف رغبة واضحة في رؤية منظومة عمرانية أكثر وضوحاً وتناسقاً.
حتى لو كان قرار الهدم مستنداً إلى أسس قانونية، فإن توقيته يبقى النقطة الأكثر إثارة للنقاش. كثيرون يرون أن حلولاً أقل كلفة مثل إعادة الملاءمة أو مراجعة الارتفاع كانت ممكنة لو تم التوقف أو التصحيح في السنوات الأولى للأشغال.
هذا النقاش لا يشكك في القرار الإداري، بل يسلّط الضوء على أهمية التتبع المبكر لتفادي خسائر اقتصادية واجتماعية ثقيلة.
وبينما تخفت أصوات الجرافات، يبقى سؤال المنطقة قائماً: كيف يمكن لمنظومة المراقبة العمرانية أن تتدخل في الوقت المناسب، لا بعد اكتمال الضرر؟
سؤال مفتوح ينتظر جواباً، لأن التنمية لا تُدار بقرارات متأخرة… والاستثمار لا يزدهر حين تأتي الملاحظة في آخر الصفحة.
