أخيرا، وبعد سنوات من التيه، قررت الحكومة تُخرج نظام “الباشلور” من رفّ الإلغاء وتبعث فيه الروح من جديد.
فـ الخميس 12 يونيو 2025، صادق مجلس الحكومة على مشروع المرسوم رقم 2.25.456، الذي يُعيد الاعتبار لنظام الباشلور، ولكن بصيغة خاصة بالمدارس العليا للتكنولوجيا، وبتعديل للمرسوم القديم رقم 2.04.89 الصادر بتاريخ 7 يونيو 2004 (18 ربيع الآخر 1425).
النسخة الجديدة من الباشلور، التي قدمها الوزير عز الدين الميداوي، كتجي اليوم باش تواكب “المعايير الدولية” وتردّ الاعتبار للطابع المهني، خصوصاً بعدما تراجعات الحكومة، فصمت، على نظام الإجازة المهنية اللي كان واعد بدور كبير فربط الجامعة بسوق الشغل.
لكن واش المغاربة نسْيُو؟
الباشلور ماشي شي نظام جديد بزّاف، راه سبق وجا على يد سعيد أمزازي، ودار عليه التوافق بين الجامعات، وتسجلو فيه أكثر من 24.000 طالب.
غير هو، مع بداية 2022، الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي قرر يوقفو، بلا نقاش عمومي، بلا تقييم حقيقي، وبلا حتى بديل.
نقطة ونرجع للسطر.
دابا، بعد 3 سنين، نفس النظام رجع، غير بميك آب جديد، وبنفس الحُجج: الجودة، التشغيل، الانفتاح، والمطابقة الدولية.
ولكن المغربي ماشي ضد الإصلاح، المغربي ضد التناقض.
اليوم الباشلور “زربوه”، وغدا يمكن “يطويوه”، حسب شكون جالس فالكورسي ديال الوزير، وحسب الريح السياسية اللي دايرة.
الناس ما بقاتش باغية تغييرات موسمية، ولا أنظمة كتجي وتمشي بحال عروض الصيف، الناس باغية تعليم فيه استقرار، فيه رؤية، فيه التزام.
وحتى يرجع الباشلور بثقة، خاص الحكومة تشرح للناس:
علاش دفنتوه؟
وعلاش رجعتوه؟
وشكون غادي يضمن أن المرة الجاية ما يرجعش… للقبر؟
هاد النوع من “الإصلاحات المتقطعة” كيخلّي الطلبة بحال ركّاب فحافلة كتهبطهم فـنص الطريق، وكتقول ليهم: “خودو تاكسي!”.
راه ماشي أي حاجة جاية من برّا تصلح لينا، ولا أي مرسوم كيضمن النجاح.
الإصلاح الحقيقي ماشي تغيير العناوين، الإصلاح هو الوفاء للمسار، وتحمل المسؤولية على كل قرار تم فيه اللعب بمصير آلاف الطلبة.