مرة أخرى، كتْبيّن الخطوط الملكية المغربية أنها “ملكية” فقط فالثمن، أما فخدمة الشعب والجالية، فكتْمارس سياسة “الدفع أولًا والباقي مكاينش”.
فموسم صيف 2025، ملايين المغاربة المقيمين بكندا وأمريكا كيتفرجو فمواقع الحجز وكيسولو: علاش نرجع للمغرب وأنا خاصني نبيع حوايجي باش نشري التذكرة؟
كاين اللي دارها مجازًا، وكاين اللي فعليًا قرر يحط الصيف فوجهة أخرى: إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، تركيا… أي بلاصة كتقل عليه الثمن وما كتخنقوش بعاطفة الوطنية المكسوة بالفاتورة!
تذكرة الوطن: لمن استطاع إليها سبيلا
من نيويورك للمغرب؟ بـ 15 ألف درهم وأكثر!
من تورونتو؟ بـ 12 إلى 13 ألف درهم وما فوق ، حتى مونتريال، اللي المفروض عندها خط مباشر وخدمة دائمة مع RAM، ولات الرحلة فيها بـ 13,000 درهم وما فوق فشهر غشت.
وفي المقابل؟
نفس الخطوط عبر باريس مع Air France: بثمن أقل، وخدمة أحسن.
الخطوط التركية؟ كتطيرك عبر إسطنبول باتمنة مناسبة، وخدمة افضل.
يعني المسافر المغربي من أمريكا الشمالية، خاصو يكون عندو إيمان قوي وحب خارق للوطن باش يختار “الخطوط الوطنية”، حيت من الناحية المادية، كتشكل أكبر عائق نفسي ومالي فالتخطيط لزيارة البلاد.
لارام: الناقل الرسمي للشكوى الوطنية
الخطوط الملكية المغربية كتواصل نفس السياسة كل سنة:
موسم الصيف = أسعار خيالية
البلاغات الرسمية = لغة الخشب
عروض التخفيض؟ = شبه منعدمة
برامج وفاء؟ = حبر على موقع إلكتروني
تقول الإدارة: “نخدم الجالية ونواكب الطلب المرتفع”. ولكن السؤال: بثمن شكون؟
المغاربة فـ كندا وأمريكا كيخلصو على الوطنية ديالهم.
والمشكل ماشي غير فالثمن، بل فالإحساس العام أن لارام ما كتعتبرش الجالية شريك، بل زبون مضطر، وتستغل عزوف شركات أخرى عن الخط المباشر للمغرب باش تفرض أثمنة لا تقبلها حتى شركات الطيران الفاخر.
فين الحكومة فكل هادشي؟
فين وزارة النقل؟
فين وزارة الجالية؟
فين البرلمان اللي كيسول على كلشي إلا هذ؟
الحكومة ساكتة، صامدة، لا ترى لا تسمع لا تتدخل.
ولا بلاغ خرج، لا جلسة مساءلة، لا لجنة تقصي، لا حتى تغريدة مواساة للمغاربة اللي باغيين يزوروا والديهم، ومقدروش بسبب “تذكرة وطنية” تمنها بحال اللي غادي لليابان فـ درجة الأعمال.
شنو الجدوى من برامج “جسر” و”مرحبا” و”الربط القاري” إذا كانت أكبر شركة طيران وطنية كتحول زيارة المغرب إلى كابوس مالي؟
علاش الحكومة كتدعم RAM فلوجستيك ومطارات ومجالس، وكتخليها حرة فابتزاز المغاربة فالخارج؟
واش الدعم العمومي مخصص باش تْغلى التذكرة على الجالية؟
ولا باش تقطع ليهم آخر خيط فالعلاقة العاطفية بالوطن؟
مغاربة العالم ماشي “ATM طائر”
مغاربة كندا وأمريكا، اللي كيحولوا العملة الصعبة، وكيشريو العقارات، وكيعمرو الاقتصاد، ماشي فئة تُستعمل موسمياً ثم تُرمى خارج الاهتمام.
هؤلاء مواطنون، وعندهم حقوق بحال المقيم فالرباط ولا ففاس.
من حقهم يسافروا بأسعار معقولة، ومن حقهم يلقاو ناقل وطني كيحترمهم، ماشي يحلبهم.
اليوم، الشركات الأجنبية هي اللي ولات “السفيرة الحقيقية” للمغرب.
Air France، Turkish Airlines، Lufthansa… كيديروا ثمن أقل، ومواعيد منتظمة، وخدمة راقية.
و”لارام”؟ كتقدم الوطنية فوق ورقة، ولكن كتبيعها بأغلى ثمن فالسوق.
صيف 2025: النجاح فالإعلانات، والفشل فالتذكرة
صحيح أن RAM أطلقت بلاغات بزيادة عدد الوجهات، واستئجار طائرات جديدة، وربط الدار البيضاء بلندن، وتورونتو، وساو باولو… ولكن كل هاد التوسع فالمسارات، ما معنى إلا كان المغربي ما قادرش يسافر لبلادو؟
وشحال من “طائرة جديدة” محتاجة باش يتخَفّض ثمن رحلة مونتريال – المغرب إلى أقل من 10 آلاف درهم؟
وشحال من وجهة جديدة خاصهم يفتحوها باش يتهلاو فـ الجالية ؟
الخطوط الملكية المغربية ماشي مجرد شركة طيران، هي مرآة كيفاش كتشوف الحكومة أولادها فالخارج.
وإذا كانت التذكرة كتوصل لـ اكثر من 13 ألف درهم، والصمت الحكومي كيوصل لـ الأبد، فراه الرسالة واضحة:
“سافر… ولكن ماشي للمغرب، إلى إلا كنت لباس عليك.”