فـ الوقت اللي الحكومة كتغني كل نهار على الدولة الاجتماعية، وعلى “تثمين الرأسمال البشري”، وعلى “العدالة المجالية”، كيبان أن الواقع ماشي غير بعيد، بل كيدوز فـ طريق معاكسة تماماً.
موقع نيشان كشف أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل كتحضّر – فصمت غريب – لتفويت عدد من مؤسسات الطفولة ومراكز الشباب والتخييم لفاعلين خواص. إيوا مرحبا بكم فـ “خوصصة الطفولة”! البرامج التربوية غادي تولي مثل القهاوي: لي خلص يتهلى، واللي ما عندوش يبقى يتفرج من الشارع.
هاد الخطوة الخطيرة ماشي غير كتهدد مبادئ المجانية والولوج المتساوي، بل كتشطب بجرة قلم تاريخ طويل من العمل الجمعوي والتأطير التربوي اللي ربى أجيال بلا ما يشوف الربح.
نواب برلمانيين ما بقاوش ساكتين، بحال النائبة فاطمة التامني والنائب عمر أعنان، وجّهو أسئلة للحكومة كيسولوها بصريح العبارة: واش هاد القرار خذيتوه بلا تشاور؟ واش الدولة الاجتماعية رجعات تجارة اجتماعية؟ وواش الهدف هو تحرير الفضاءات ولا تحرير الأسعار؟
الاتحاد ديال المنظمات المغربية التربوية عطا رقم كيخلّي القلب يخفق: تراجع بنسبة 70% فعدد المستفيدين من البرنامج الوطني للتخييم! شكون المستفيد من هاد التراجع؟ أكيد ماشي ولاد الشعب اللي كانو كيمشيو يتنفسو فالصيف ويفكو من الزنقة.
الجمعيات لي راكمات تجربة فوق 30 و40 عام، وكتعرف تفاصيل الطفولة فالدواوير والمدن، كتحس اليوم بالإقصاء. ما شي غير ما سولوهم، ولكن حتى التقييم ما داروهش، وحتى المعطيات ما بينوهاش. إيوا فين هي “الحكامة الجيدة” اللي كتحلفو بيها فكل خطاب؟
المشكلة ماشي فالتسيير فقط، بل فالفلسفة العامة: منين كتحيد المجانية من فضاء تربوي، كتكون قطعت الحبل مع فئة كاملة من ولاد البلاد. ومنين كتحط الربح قبل القيم، كتكون قررت تمشي فطريق ما عندهاش رجوع.
الحكومة، بحال العادة، كتمشي بسياسة “سير ونا فظهرك”، كتقرر وتخلي المجتمع المدني يتفرج فالمقررات. كأن التشارك ولا الحوار، ولا حتى المصلحة العامة، ولات شعارات تصلح غير فـ المناظرات والبوستات.
إيوا آ الحكومة… إلا كنتو ناويين تحولو التخييم لـ منتجعات، ومراكز الشباب لـ مشاريع، قولوه لينا بصراحة. باش حتى الشعب يدير حسابو، ويفهم أن الدولة الاجتماعية مجرد شعار في صورة أنيقة… وخاوية من الداخل.