واش فعلاً فـ2025، وسط الأسعار اللي شاعلة بحال نار ما بقاتش كتعرف لا خبز لا حليب، وسط المستشفيات اللي كتئن من قلة الأطر والمعدات، والمدارس اللي كتصاوب بالويفي وكتكرا الكراسي من “الجيران”، مزال عندنا الجرأة نطلقو مهرجان بحال “موازين” وكأن المغرب بلاد الرفاهية والرخاء وكتقلب غير على شوية موسيقى لتكمّل الصورة؟
كتنطلق اليوم الجمعة الدورة الجديدة، وكتبان الرباط بحال شي بلاطو تصوير لحلم كبير… لكن بلا جمهور حقيقي.
الفلوس كتسيل بحال الشتا فوق المنصات، الكاميرات كتخطف اللقطات، والنشرات كتهدر على الأجواء الساحرة،
ولكن فوسط كل هاد “السيناريو”، الفنان المغربي كيتقلب ليه على مكان صغير، مهمّش، بعيد على الأضواء، بعيد على الرمزية، وبعيد حتى على شي جملة فـ البلاغ الرسمي للمهرجان.
فين هو الفنان اللي كيتغنّى بالوطن، اللي كيعيش هموم الناس، وكيغني بلغتهم؟ واش مكانو الطبيعي فهاد التظاهرة هو خارج التغطية؟
ولا حنا فعلاً قرّرنا نديروه فقرة ديال الاستراحة وسط عرض دولي مدفوع الثمن، كيتبرمج بعقلية المقاولة أكثر من روح الثقافة؟
عدد من الفنانين ما بقاوش ساكتين، منهم أيوب ترابي، اللي قالها بصوت واضح:
“كاين لوبي فني مسيطر، كاين أسماء كتحكم، وكاين إقصاء ممنهج”.
المشكل ماشي غير فتسمية هاد الفنان ولا داك، ولكن فالفلسفة الكاملة ديال مهرجان كيقولك “إيقاعات العالم”، ولكن كينسى يذكر إيقاع بلادو.
المغاربة فالسوشيال ميديا ما خلو حتى هاشتاغ ما داروه:
فين الفنان المغربي موازين_لمن؟
ناس بغات تفهم علاش كيتقصى صوت البلاد من مهرجان من المفروض يكون فخر البلاد؟
آه… “موازين” ديال الفرجة، ولكن مشي ديال الشعب اللي مبقاش كيلقى حتى توازن بسيط فالمصاريف اليومية،
“موازين” ديال الصورة المزيانة اللي كتمشي للعالم، ولكن بلا صوت كيعكس الواقع، “موازين” اللي كيغني، ولكن الشعب ما بقاش يسمع، لأنه مشغول مع الخبز، الكراء، الصحة، التعليم… وحتى الأمل!
واش الفلوس اللي كتدور فهاد التظاهرة، واللي فكل عام كتكون موضوع نقاش ومزايدات وتبريرات،
ما كان أولى تمشي لمراكز ثقافية فجهات مهمّشة؟
ما كان أولى توجّه لدعم شباب عندو مواهب، ولكن ما عندوش جمهور ولا فرص ولا إمكانيات؟
الصحة محتاجة لإنعاش… الحقيقي ماشي فالأناشيد، التعليم كيموت فالقسم، والشباب طالع ليه الدم، وحنا باقين كنحضّرو الستاج واللايف والكرواصة ديال ما بعد السهرة!
موازين واقفة، كأنها جزيرة فنّية وسط بحر من الأزمات.
وكل دورة كتجي كتعيد نفس الأغنية: أضواء… فنانين عالميين… وغياب صوت ولاد البلاد.
رغم أن “منصة سلا” قريبة من الرباط، ولكن بعيدة على كل المعاني:
الفنان المغربي مافراسوش علاش تعزل هناك، ولا علاش تحط فـ قائمة الأسماء بحال حاشية مهرجان ماشي هو ضيفو الرئيسي.
اللي سميتو “توزيع لوجستي”، فحقيقتو عندو رسالة:
واش ممكن تكون مغربي وتكون نجم فبلادك؟ الجواب فـ المنصة.
المهرجان كيبغي يقدّم المغرب فـ شكل “قصة نجاح”، ولكن المواطن عايش فـ رواية انتظار طويلة:
ينتظر الخدمة، العلاج، التمدرس، الكرامة…
ووسط هاد الرواية، كتجي “موازين” كفقرة ترفيهية،
ولكن فالعين ديال بزاف، مجرد فقرة انصرافية.
مواطن مغربي شاف فنان مغربي تستدعى بصعوبة، وتبرمج فـ”الركن الهادئ”،
كتب تعليق بسيط: “فهاد البلاد، كيضربونا بالموسيقى باش مانسمعوش الأنين”…وسكت.
ولكن الأغنية الحقيقية بدا كيتغنّا بيها الشعب…
وهي ماشي “إيقاعات العالم”،
ولكن إيقاع الصبر… والوجع… والانتظار.