بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
مولاي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،
إن المغاربة اليوم يرفعون إلى جلالتكم هذا النداء العاجل، وقد بلغ بهم التعب مداه، بعدما أثقلت كاهلهم أزمات الغلاء وتدهور الخدمات الأساسية وضياع فرص الشغل أمام شباب أنهكته البطالة.
وبينما الوطن على صفيح ساخن، يخرج الآلاف من المواطنين في احتجاجات بشوارع المدن والقرى، رافعين شعارات الكرامة والعدالة الاجتماعية، ومطالبين بإصلاح التعليم وإنقاذ الصحة وتوفير فرص العمل.
مولاي،
لقد تحوّلت هذه المطالب إلى صرخة جماعية تعكس فقدان الثقة في حكومة بدت عاجزة عن مواجهة الواقع، وماضية في سياسات لا تزيد إلا من معاناة الناس.
حكومة تمادت في الصمت، واكتفت بلغة الأرقام الباردة بدل الاعتراف بحقيقة الأوضاع.
والأسوأ من ذلك، تلك المشاهد المستفزة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لبعض السياسيين وهم يتبادلون الابتسامات والقصص في ذكرى المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، في وقت يمر فيه الوطن بلحظة عصيبة.
وهو ما عمّق الإحساس بالهوة بين النخبة والشعب، وأشعل موجة غضب عارمة.
مولاي،
إن هذه اللحظة الدقيقة تستوجب تدخلكم الملكي العاجل لطمأنة النفوس وتهدئة الأوضاع، وفتح مرحلة جديدة عنوانها الإنصاف والعدالة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
فالمغاربة، وهم أوفياء لعرشكم المجيد، يضعون آمالهم في حكمتكم السامية لإعادة الثقة، ولإلزام الحكومة بفتح حوار جاد مع الشعب، لا بتوزيع الوعود.
جلالة الملك،
إن الشعب يطالب اليوم بوضوح بفتح كل الملفات العالقة، وكشف الصناديق السوداء، والإعلان عن الحسابات المالية للمشاريع الكبرى التي أنفقت عليها المليارات في الصحة والتعليم والبنية التحتية وحتى في الاستعدادات لكأس إفريقيا والمونديال. فالمغاربة يريدون أن يعرفوا أين ذهبت أموال دافعي الضرائب، ومن استفاد منها، وكيف صُرفت الثروات الوطنية.
إن هذا الطلب ليس موجهاً ضد أحد، بل هو تعبير عن حق أصيل في الشفافية، وترسيخ لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة كما نص عليه دستور المملكة.
مولاي،
إن يقين الشعب راسخ في أن تدخلكم السامي سيعيد الأمور إلى نصابها، ويبعث رسالة أمل قوية بأن زمن الإفلات من المحاسبة قد ولى، وأن المغرب تحت رعايتكم يسير نحو مصاف الدول التي تُحكمها الشفافية والعدالة الاجتماعية.
حفظكم الله بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام عزكم ونصركم، وأقر عينكم بولي عهدكم المحبوب الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزركم بصنوكم الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 
								

