في خضمّ أجواء اجتماعية وسياسية مشحونة، خرج الدكتور معتوق برسالة بسيطة في ظاهرها، عميقة في جوهرها: ليس المطلوب من الحكومة مزيداً من الكلام، بل كثيراً من العمل وصمتاً يقي البلاد من الاستفزاز.
لقد أوضح أن تدخلات الوزراء لم تعد تُهدّئ الشارع، بل تحوّلت إلى وقود يغذي الاحتجاجات، ويدفع حتى غير المحتجين إلى النزول إلى الساحات.
فالكلمات التي كان يُفترض أن تكون جسراً للحل، صارت شرارة لإشعال الغضب.
خطاب معتوق كسر النمط المعتاد؛ فلا هو هجوم شعبوي ولا تبرير سياسي. بل دعوة مباشرة إلى المسؤولية المشتركة: “الوقت الآن للعمل لا للكلام”.
اعترافات متأخرة بالأخطاء، في نهاية ولاية حكومية، لا تكفي لإقناع مواطنين أنهكتهم الوعود غير المنجزة.
وفي بُعده الوطني، دعا الرجل إلى حماية سلمية الاحتجاجات وصون المؤسسات والممتلكات، معتبراً أن أكبر مكسب هو أن يبقى المغرب مرفوع الرأس، بعيداً عن شماتة الأعداء أو المنافسين.
هذه الكلمات البسيطة تكشف عمق المأزق: أزمة ثقة حقيقية بين الشارع وحكومة فقدت شرعية خطابها.
حين يصبح الصمت مطلباً شعبياً، فهذا يعني أن لغة التبرير لم تعد صالحة، وأن المستقبل لن يُبنى إلا بالفعل الملموس.
إنها رسالة سياسية بليغة بلغة غير سياسية:
صمتكم أرحم من استفزازاتكم.
الأفعال وحدها من تعيد الهيبة.
لا تجعلوا الأزمات مسرحاً لحملات انتخابية متأخرة.
في زمن تضيع فيه الأصوات بين الضجيج، يعلو صوت مختلف يقول: اسكتوا وخدموا.
