لا يمكن الحديث عن “الفريق” الحكومي دون استحضار قلب الهجوم، وزير الكرمومة والساحرة المستديرة فوزي لقجع. ورغم كون السيد فوزي مسؤولا عن صرف 720 مليار درهم ميزانية سنوية للبلاد، إلا أن الأعين كلها تتجه صوب تدبيره لشؤون كرة منفوخة بالهواء، بينما يغفل الجميع، وعن عمد، تدبيره لخزينة مليئة بالمال.
يُعرف عالميا بـ”تريتور القارة السمراء”. يعرض خدماته المجانية 24/24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع، 365,25 يوما في السنة على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بل وعلى الفيفا بجلالة قدرها. فين مّا كاين شي عرس مَقْيوم غالي، يتطوع التريتور فوزي لاستضافته!
وطبعا، لا مجال لمساءلة سعادة الوزير على سبل صرفه للمال، بزعم أن ميزانية جامعة الكرة المنفوخة بالهواء تأتي من جهات خاصة لا من الدولة. طرح مجانب للصواب، لأن جزء من مال الكرة مصدره وزارة الرياضة، التي يسلمها (فوزي) الوزير حصتها من المال العام. كما أن تلقي جامعة الكرة أموالا من مؤسسات عامة وخاصة لدواعي إشهارية لا يعفيها من المساءلة والمراقبة؛ فالمال أولا وأخيرا مال الوطن، ودافعي الضرائب.
عصر فوزي -وزير الميزانية في حقبة عزيز- هو عصر الازدواجية والتناقض بامتياز؛ فمن ناحية، زادت المداخيل الضريبية من 201 مليار درهم عام 2021، لأزيد من 329 مليار درهم متوقعة لعام 2025، بارتفاع فاق الـ 63%. ومن ناحية أخرى، قفزت معدلات الدين لمستويات قياسية نهاية 2024، فتجاوزت 1200 مليار درهم دينا عموميا، وقاربت الـ 70 مليار دولار ديون خارجية؛ يا عجبا ويا سبحان الله! خلاوها جيل جلالة في رائعتهم “ذيب الغابة”.
ورغم أن المداخيل الضريبية تكاد تتضاعف خلال 5 سنوات بمعدلات تجاوزت المُتوقع، ورغم شروع سّي فوزي في بيع مستشفيات الدولة تحت مسمى “التمويلات المبتكرة” بما يساوي 80 مليار درهم حتى 2026، ووعده بكون بيع القطاع العام هو الحل السحري للارتقاء بخدماته، لا زالت مستشفياتنا العمومية تعطي موعد سكانير بعد عام و8 أشهر في تازة وعامين في طنجة، بينما تغيب أدوية التخدير في تطوان، ويمـ.ـوت أطفال تارودانت بسُـ.ـم العقارب في طريقهم نحو المستشفى الإقليمي!
تشكيلة عزيز عرفت ظهور بارزا لوزير “العدل” عبد اللطيف وهبي، الذي قال أن تعيينه وزيرا كان لأنه محامٍ فاشل! محام فاشل نجح في تسديد قرض بـ مليار و100 مليون في 4 سنوات، براتب وزير 6 ملايين شهريا، فمن أين له هذا؟ عبد اللطيف يُخْرِج عينيه، مؤكدا أن السؤال مُنافٍ لقرينة البراءة! لا تخرج قبل أن تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل!
“وهبي” بصم على أفشل مدونة مدنية في تاريخ البشرية، وليس المغرب فقط. مدونة ردتها المحكمة الدستورية في وجهه لأنها تنفي على الإنسان أبسط حقوق التقاضي، وضمانات المحاكمة (العادية)، فما بالك بالعادلة!! ويا سبحان الله، هو نفسه (وهبي) الذي ترافع عام 2018 لتبيان “عدم دستورية” إلغاء معاشات البر أمانيين. نعم إنه عبد اللطيف، المُتلون ذي الألف وجه!
لـ “عَبْدُ” إنجازات كثيرة، منها “أنجح” امتحان لولوج مهنة “سيِ موحا مـ.ـات” المعروف اختصارا بـ “كونكور ولد من نتا؟” حيث اعتمِد النسب (كَ قريش بل أضل)، وحجم الحساب البنكي مرجعان وحيدان لاختيار الناجحين من الراسبين.
وبينما يُحكم على المغتـ.ـصبين بشهر وشهرين و3 أشهر، ولا يعتقل في حملات مكافحة المخـ.ـدرات غير سائقي الشاحنات، اختار وهبي فتح جبهة مع ملاك الفنادق، داعيا إياهم لعدم اشتراط عقد الزواج للسماح بدخول ذكر وأنثى منفردين غرفة واحدة!
وتستمر إنجازات ابن تارودانت الشمالية بين مسطرة جنائية تحمي اللصوص، تسجن المُبلغين وتغل يد النيابة العامة، لمشروع مدونة أسرة تنسف آخر حصون المجتمع، وصولا لشراء عقارا بـ مليار و100 مليون، وتسجيله باسم زوجته -عرفانا منه بجهودها كـ “ربة فيلا”- بعشر الثمن تهربا من الضريبة، إلى خروجه دفاعا عن فعلته بوجه مكشوف في سيتكوم “بدون لغة بلاستيك”. وما خفي -أكيد- أعظم!!!
يتبع في جزء ثانٍ، ولقصتنا دائما بقية…
أيوب الرضواني Ayoub Radouan
