Maysa Salama Ennaji Accuses the Ministry of Interior of Distributing “Political Bribery” in the Name of Youth Support
خرجت المدونة والسياسية مايسة سلامة الناجي عبر صفحتها على الفايسبوك بموقفٍ ناريٍّ جديد هزّ النقاش السياسي في المغرب، بعدما انتقدت بشدة مبادرة وزارة الداخلية الرامية إلى تمويل ترشح الشباب في الانتخابات المقبلة بمبلغ 35 مليون سنتيم لكل مترشح.
مايسة، المعروفة بجرأتها في نقد المنظومة الحزبية، اعتبرت أن هذا القرار ليس إصلاحًا سياسيًا كما يُقدَّم، بل “رشوة انتخابية مقنّعة” هدفها امتصاص الغضب الشعبي وشراء الهدوء الاجتماعي. وقالت بوضوح:
“ما طلبتش من الداخلية ترشي الشباب بـ35 مليون، طلبت فقط تيسير قوانين تأسيس الأحزاب وتسهيل ترشح المستقلين.”
وفي تدوينتها، حملت الناجي بشدة على الأحزاب السياسية التي وصفتها بأنها “تعيش خارج الزمن”، إذ رفضت مراجعة أيديولوجياتها وتجديد نخبها، وفضّلت استمرار نفس القيادات التي وزّعت التزكيات لسنوات مقابل الولاء أو المال.
وقالت إن الأمناء العامين تحوّلوا إلى “فراعنة الأحزاب المغربية”، يحتكرون القرار ويغلقون الأبواب أمام كل طاقة شابة حقيقية.
أما عن التمويل المخصص للنساء الراغبات في تأسيس أحزاب، فقد فاجأت الناجي متابعيها بموقف غير تقليدي، معلنة أنها ضد أي دعم موجَّه على أساس النوع أو السنّ.
وأكدت أن “الدعم يجب أن يُمنح للكفاءة، لا للهوية”، مضيفة:
“إذا كانت امرأة أفضل من مئة سياسي، فلنعترف بها وندعمها، لكن ما ندعموهاش غير لأنها امرأة.”
في تحليلها، شدّدت مايسة على أن المغرب لا يحتاج إلى “انتخابات شبابية” أو “حكومة نسوية”، بل إلى ثورة كفاءات تعيد الاعتبار للفكر والبرنامج والقدرة على التغيير.
وانتقدت ما وصفته بـ “تدجين السياسة” من خلال توزيع الأموال بدل توزيع الأفكار، قائلة إن المخزن الذي همّش الكفاءات بالأمس “يُعيد اليوم إنتاج الفشل بأموال الدولة.”
ودعت وزارة الداخلية إلى فرض إلزام تقديم البرنامج الانتخابي مع ملف الترشح، معتبرة أن من لا يملك رؤية واضحة لا يستحق أصلاً دخول السباق الانتخابي:
“السياسة ماشي سباق ديال فخامة السيارات، السياسة سباق ديال فخامة الأفكار.”
وفي ختام رسالتها، وجّهت مايسة ضربة رمزية موجعة للطبقة السياسية قائلة:
“ما نريدش بزناسة، لا أعيان ولا أعوان مكلخين، لا لحاسة ولا مطبلين، ولا شباب فشوش عريان. نريد فقط كفاءة تعرف شنو باغية تدير فهاد البلاد.”
وختمت بتدوينة حملت عنوانها :
“لا لانتخابات الفشوش العريان.”
بين نية الإصلاح ولغة الشيكات، تضيع السياسة في المغرب بين من يملك القرار ومن يشتريه.
الداخلية تموّل الطموح لكنها لا تزرع الكفاءة،
والأحزاب تُهرّب السياسة إلى جيوبها الخاصة.
أما مايسة سلامة الناجي، فقد قالتها بوضوح:
في هذا البلد، لا يُصلح المال ما أفسدته العقول.
