Job Rotation in Morocco: When Loyalty Is Dressed as Competence
💬 بين هندسة التوازنات وحرفية التدوير، تتحوّل التعيينات إلى مرآةٍ لخرائط النفوذ داخل الدولة الاجتماعية.
لا شيء في التعيينات المغربية بريء.
الأسماء لا تُختار عبثًا، والمناصب لا تُغادر صدفةً.
كل بلاغٍ حكومي يحمل بين سطوره أكثر مما يقول،
وكل وجهٍ يُعاد تلميعه ليظهر من جديد في موقعٍ آخر… يحمل توقيعًا خفيًّا من مركز القرار.
كشفت مصادر إعلامية عن انتقالٍ إداريٍّ سريع لمسؤولةٍ تربويةٍ داخل وزارةٍ حسّاسة،
من منصبٍ إلى آخر خلال ستة عشر شهرًا فقط،
رغم الامتيازات التي كانت تحيط بالمنصب الأول.
انتقالٌ يبدو إداريًا في الظاهر،
لكنه في العمق يُترجم إعادة توزيعٍ دقيقة للولاءات داخل الجهاز التنفيذي.
في الإدارة المغربية، لا التعيين بالضرورة تكريم،
ولا الإعفاء دائمًا عقوبة.
إنها لعبة مواقعٍ تُدار بمنطق الانتماء أكثر مما تُدار بمنطق الكفاءة،
حيث تُعاد الوجوه نفسها في مواقع مختلفة،
كما تُعاد أوراق اللعب داخل الطاولة ذاتها… فقط لتبقى النتائج تحت السيطرة.
وهنا المفارقة:
بلدٌ يرفع شعار “الدولة الاجتماعية” بينما تُمارس داخله سياسة اجتماعية خاصة بالمناصب.
تُكافأ الطاعة، ويُعاد تدوير الولاء، وتُؤجَّل الكفاءة إلى إشعارٍ إداريٍّ آخر.
ويبقى السؤال معلّقًا فوق رأس الإدارة المغربية:هل تغيّرت الدولة فعلًا… أم فقط غيّرت أسماءها؟
