From Parental Blessings to Public Approval… When Politics Speaks the Language of Fate
القدر في المغرب لم يعد يوزّع الأرزاق فقط… بل صار يوزّع الخطابات أيضًا .
رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ، قال في لقاء حزبي ببني ملال إنّ “من محاسن الأقدار ورضا الوالدين” أن يتزامن لقاء الحزب مع مصادقة مجلس الأمن على القرار الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية .
كشفت مصادر إعلامية أنّ هذه التصريحات أثارت موجةً من الجدل ، لأنّ المغاربة لم يعودوا يؤمنون كثيرًا بـ“الصدف السياسية”.
فقد تساءل البعض: أليس هذا الحزب هو نفسه الذي كان يهاجم الإسلاميين حين خلطوا الدين بالسياسة؟
اليوم، يبدو أنّ “القدر” أصبح عضوًا جديدًا في المكتب السياسي .
الحزب الذي بنى صورته على “الحداثة والعقلانية” قرّر فجأة أن يستعين بلغة الغيب لتفسير مواعيده الحزبية.
وفي غياب الإنجازات الملموسة ، يصبح الدعاء بديلاً عن الأداء، وتتحوّل الأخطاء إلى امتحاناتٍ سماوية، والزيادات في الأسعار إلى “ابتلاءات اقتصادية”.
أما المواطن، الذي يرى الأسعار ترتفع والراتب ثابتًا، فلا تعنيه “بركة القدر” بقدر ما يهمّه “بركة الجيب” .
الخطاب الديني لا يُنقذ الحصيلة، والقدر لا يبرّر العجز.
ومن يخلط “رضا الوالدين” بالسياسة، يكتشف يومًا أنّ “رضا المواطنين” هو الامتحان الأصعب في كتاب القدر الديمقراطي .
