في الوقت الذي اختار فيه رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن يظهر، مساء الأربعاء 10 شتنبر ابتداءً من الساعة العاشرة ليلاً، على شاشتي الأولى والثانية في حوار استثنائي لرصد حصيلة أربع سنوات من عمل حكومته، ظل المواطن خارج المعادلة، بلا خط مباشر يتيح له طرح الأسئلة التي تؤرقه يومياً.
كشفت مصادر إعلامية أن البرنامج وُضع بعناية ليغطي الملفات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى: التشغيل، القدرة الشرائية، الحماية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي.
لكن وسط هذه العناوين البراقة، يظل السؤال الجوهري غائباً: لماذا لا يُمنح المواطن الحق في أن يسائل رئيس حكومته مباشرة؟
المفارقة أن الحكومة ترفع شعار “الإنصات”، لكنها في الواقع تكتفي بالخطاب الأحادي الموجه من فوق، في حين أن فتح الخط المباشر كان سيكشف حجم الهوة بين الأرقام الرسمية والواقع المعيشي.
المواطن لا ينتظر نسب النمو ولا مؤشرات الحسابات الوطنية، بل يحتاج إلى أجوبة صريحة عن الغلاء، عن الأجور المجمدة، عن واقع الصحة والتعليم، وعن وعود لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
بهذا الشكل، يتحول الحوار إلى منصة انتخابية مُسبقة أكثر مما هو حساب سياسي دقيق، سيناريو مُحكم، وأرقام مصقولة، بينما يبقى صوت المواطن، كعادته، خارج التغطية.
حصيلة تُعرض على الشاشة بكل أضواءها، لكن أثرها على جيوب الناس يظل بعيد المنال.