Akhannouch Between Power and Wealth… When the Discourse on Integrity Becomes Part of the Political Theater
تتشابك المصالح في المغرب على نحوٍ يجعل من الصعب التمييز بين من يحكم ومن يستفيد، بين القرار السياسي ورأس المال الذي يُموّله.
في قلب هذا المشهد، يبرز عزيز أخنوش، رجل السلطة والثروة معًا وهو يُعيد فتح ملفّ النزاهة، وكأنه يتحدّث عن خصمٍ خارجي لا يسكن داخل النظام نفسه.
اليوم، استقبل رئيس الحكومة رئيسَ الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها محمد بنعليلو، في لقاءٍ رسميٍّ خُصّص للحديث عن “إعطاء نفس جديد لمحاربة الفساد”.
لكن ما بدا تمرينًا إداريًا على الشفافية، تحوّل في أعين المراقبين إلى مشهدٍ رمزيٍّ يُلخّص مأزق السياسة المغربية:
كيف يمكن لرئيس حكومةٍ يملك واحدةً من أضخم المجموعات الاقتصادية في البلاد أن يقود حربًا ضد تضارب المصالح؟
تاريخ الفساد في المغرب ليس غامضًا، بل مُؤسّس ومُمأسس.
فالهيئات تتكاثر، والاستراتيجيات تتناسل، غير أن الإرادة السياسية تظلّ محصورة في حدود البلاغات الرسمية.
حتى المشاريع التي طُرحت اليوم من “أكاديمية للنزاهة” إلى “مختبر وطني للنزاهة” تذكّرنا بالمفارقة المألوفة: نحن نبني مؤسساتٍ لتعليم ما نفتقده بدل أن نمارسه.
الجوهر لا يتغيّر.
فالقضية ليست في نقص التشريعات، بل في غياب الجرأة على تطبيقها حيث تتقاطع المصالح.
النزاهة ليست بندًا إداريًا ولا شعارًا أخلاقيًا، بل لحظة صدقٍ بين الدولة وصورتها أمام مواطنيها، بين ما تُعلنه في خطاباتها وما تُخفيه وراء توازناتها الاقتصادية والسياسية.
وحين يختلط القرار بالمصلحة، تفقد الشفافية معناها، ويتحوّل خطاب النزاهة إلى فصلٍ جديد من مسرحٍ سياسيٍّ أنيق، يُتقن الإخراج ويُحسن الإضاءة، لكنه يُخفي خلف الستار سؤالًا بسيطًا ومخيفًا في آنٍ واحد:
من يملك الشجاعة ليُحارب نفسه؟
