120.4 Billion Dirhams Across Key Sectors… Can Money Alone Revive Exhausted Systems?
قدّمت الحكومة المغربية، خلال جلسات مكثّفة داخل لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب ما بين 3 و11 نونبر 2025، غلافاً مالياً ضخماً بلغ 120.4 مليار درهم موجهاً لقطاعات يعتبرها البرنامج الحكومي ركيزة “الدولة الاجتماعية”: التعليم، الرياضة، البحث العلمي، الشباب، الثقافة، والتواصل.
ورغم هذا الحجم المالي غير المسبوق، تظلّ الأسئلة العميقة نفسها معلّقة:
هل يؤدي تضخّم الميزانيات إلى تحسّن ملموس في جودة الخدمات، أم أننا أمام استثمارٍ كبير بأثرٍ صغير؟
97 مليار درهم للتعليم… أرقام كبيرة ونتائج صغيرة
استأثر قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحصة الأكبر: 97.08 مليار درهم.
وقد عرض الوزير محمد سعد برادة مشروعاً واسعاً يشمل:
-توسيع التعليم الأولي
-إعادة بناء المناهج
-تأهيل البنيات المدرسية والرياضية
-تطوير تكوين الأطر
-تحسين حكامة المؤسسات التربوية
الأهداف طموحة، لكن الواقع يعكس صورة أكثر تعقيداً:
أقسام مكتظة، فوارق مجالية حادة، وتجهيزات غير متكافئة بين المناطق.
وتبقى مفارقة بارزة: الإنفاق يتضخم، لكن مؤشرات التعلم لا تتحسن بالسرعة المطلوبة.
2.05 مليار درهم للرياضة… بين صورة المونديال وحقيقة البنية
خصصت الوزارة أكثر من 2.05 مليار درهم لتعزيز البنيات الرياضية استعداداً لكأس العالم 2030.
الاستعداد ضرورة وطنية، لكن تجارب السنوات الأخيرة من تسربات الملاعب إلى أخطاء الصيانة تجعل السؤال مشروعاً:
هل يجري تأهيل المنظومة الرياضية فعلاً، أم فقط تجميل الواجهة قبل الموعد العالمي؟
17.31 مليار درهم للجامعة… رقمنة في الخطاب، واكتظاظ على الأرض
قدّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عزّ الدين الميداوي، ميزانية تناهز 17.31 مليار درهم، موزعة على:
-دعم البحث العلمي
-مواكبة التحول الرقمي
-تجويد مسارات التكوين
-تعميم المنح
-دعم الإقامة الجامعية
-رفع الموارد البشرية إلى 10.540 إطاراً
-تنزيل القانون 54.24 الجديد
لكن الجامعة المغربية تعيش فجوة بين خطاب التحديث وواقع البنيات:
مدرجات مكتظة، مختبرات محدودة، وتجهيزات متباينة بين المؤسسات.
وهنا يبرز سؤال الحكامة: هل المشكلة في التمويل… أم في طرق تدبيره؟
قطاعات بنسعيد… ميزانيات صغيرة ورهانات كبيرة
بالنسبة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بلغ الغلاف المالي:
-الشباب: 2.32 مليار درهم
-الثقافة: 1.42 مليار درهم
-التواصل: 2.33 مليار درهم
قطاعات حيوية، لكنها تعيش منذ سنوات سؤالاً واحداً:
أين هي الرؤية الوطنية؟
البرامج موجودة: دعم الصناعات الثقافية، صيانة التراث، إصلاح السينما، تعزيز الإعلام العمومي…
لكن غياب هندسة واحدة يجعل كل قطاع يعمل في جزيرته الخاصة.
بين خطاب الدولة الاجتماعية… وحقيقة التنفيذ
تؤكد الحكومة أن هذه الاعتمادات تنسجم مع التوجيهات الملكية وتجسّد التزامات البرنامج الحكومي.
لكن الواقع يقدم لوحة مختلفة:
مدرسة بلا جودة تعليمية مستقرة
جامعة تبحث عن تنافسية حقيقية
قطاعات شبابية وثقافية بلا أفق موحّد
ملاعب ومنشآت تتطلب صيانة مستمرة
خدمات عمومية تتحرك بإيقاع أبطأ من انتظارات المواطنين
ومن هنا تبدو الحقيقة الواضحة:
المال ضروري… لكنه ليس ضمانة.
الإصلاح يحتاج إلى حكامة صلبة، تتبع دقيق، شفافية، وقياس أثر حقيقي not just spending.
120.4 مليار درهم رقم ضخم… لكن المنظومات المتعبة لا تُشفى بالأرقام وحدها.
ما لم يتغيّر منطق التدبير، ستظل الميزانيات ترتفع… وتظل النتائج دون مستوى انتظارات المجتمع.
