خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، بابتسامة واسعة، يبشر المغاربة بـ«مؤسسة المغرب 2030»، الذراع الجديد الذي سيُشرف على استعدادات كأس العالم.
كلام كبير: ملاعب بمعايير عالمية، مطارات تتوسع، قطارات تسرح في البلاد بحال الطيور، وصورة المغرب اللي غادي تولي «ماركة مسجلة» في العالم.
لكن المغاربة اليوم ما بقاوش كيسمعو غير الزواق.
الناس كيتساءلو:
هل الأولوية للملاعب أم للمستشفيات اللي ما فيهاش حتى طبيب مناوب؟
هل نحتاج قطار فائق السرعة، ولا محتاجين سيارة إسعاف توصل في الوقت؟
واش الصورة اللي بغيتو تصدرو للعالم أجمل من الصورة اللي عايشينها المغاربة في قراهم وحواضرهم؟
الكرة حلم جميل، تجمع العائلة، تفرح الصغير والكبير… ولكن الحُلم الحقيقي هو أنك تخرج ولدك من المدرسة وهو فرحان، تدي مريضك للمستشفى وتلقاه مجهز، تمشي لدوارك وتلقاه منوّر بالماء والإنارة، ماشي بالحكرة والوعود.
بايتاس قال: «المؤسسة غادي تروّج لصورة المغرب».
صحيح، ولكن الصورة خاصها تكون حقيقية، ماشي ديكور مناسباتي. صورة بلد اللي فيه الإنسان قبل البنيان، والكرامة قبل الشاشات.
اليوم المغاربة باغين كأس العالم، وباغين يفرحو، ولكن في نفس الوقت باغين يحسو أنهم جزء من هاد الفرح، ماشي مجرد جمهور كيصفق من بعيد.
الكرة دابا في ملعب الحكومة: يا تصدق الوعد وتخلي الفرح يعم الجميع، يا تخلي الحلم يطيح فالتسلل… والمواطن باقي كيصفق وحدو، والقلب عامر بالحسرة.
خاتمة:
«كأس العالم فرصة ذهبية… ولكن أجمل إنجاز هو أنك تخلّي المغاربة يحتفلوا بالفرح في حياتهم اليومية، قبل ما يفرحو بهدف في المونديال. لأن أجمل الأهداف… هي الكرامة.»