في خطوة جريئة قلبت كل التوقعات، خرج فرانسيسكو دي لا توري، عمدة مدينة ملقة، بتصريح ناري بعد اجتماع مطول مع مجلس المدينة وحكومة إقليم الأندلس، ليقولها بدون لف ولا دوران: “عند الاختيار بين كأس العالم والنادي، نختار النادي والجماهير!”
قرار صادم، لكنه صريح وصادق. ملقة قررت تنسحب من سباق استضافة مباريات مونديال 2030، رغم الحماس الكبير اللي كان يحيط بالمشروع.
دي لا توري وضّح الأمر أكثر، وقال: “إذا كانت كأس العالم ستشكل خطرًا على النادي وتزعج جماهيره، فلا داعي للمغامرة فيها.”
القصة أكبر مما يعتقد البعض، لأن مشاركة ملقة كانت تعني انتقال نادي المدينة إلى ملعب مؤقت بسعة 12 ألف متفرج فقط، في حين أن للنادي حالياً أكثر من 26 ألف مشجع حامل تذاكر موسمية. تصوروا! جماهير اعتادت الأجواء الصاخبة في “لا روساليدا” غادي يلقاو راسهم محشورين في مدرجات ضيقة!
وكان من المنتظر أن تصل كلفة إعادة بناء ملعب “لا روساليدا” إلى 270 مليون يورو، رقم ثقيل، لكن دي لا توري شدّد على أن القرار ماشي بسبب الفلوس، بل دفاعاً عن كرامة النادي وروح المدينة. قالها بوضوح: “نريد ملعباً جديداً، لكنه لن يكون مخصصاً للمونديال، بل للنادي والجماهير، وهذا التزام راسخ.”
هذا القرار الجريء كيبرز شجاعة نادرة: مدينة تفضل سعادة جماهيرها، واستقرار ناديها، على الأضواء المؤقتة والبهرجة العالمية.
وما يزيد المشهد درامية، هو أن نادي ملقة اللي كيلعب الآن في الدرجة الثانية، كان يوماً ما خصماً عنيداً في دوري أبطال أوروبا سنة 2013، قبل ما يهبط تدريجياً بسبب مشاكل مالية.
الجدير بالذكر، أن موجة من التساؤلات هزت ملف مونديال 2030 في إسبانيا، خاصة بعد استقالة ماريا تاتو، رئيسة اللجنة المنظمة، في مارس الماضي، وسط اتهامات بالتلاعب في اختيار الملاعب المضيفة.
اليوم، ملقة قالتها بصوت عالٍ: “الجماهير أولاً… وكأس العالم يمكنه الانتظار!”، رسالة قوية لكل المدن التي تركض وراء الأضواء وتنسى من يعطيها الحياة الحقيقية: الجمهور.