كشفت مصادر إعلامية أن اللقاء الخامس ضمن جولة “مسار الإنجازات” الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بمراكش، تحوّل إلى منصة دعائية لتلميع صورة الحكومة أكثر مما كان مساحة لتقييم حصيلة أربع سنوات من التدبير.
فبدل تقديم أرقام دقيقة أو مساءلة حقيقية، جاء الخطاب محشوّاً بعبارات من قبيل توطين الديمقراطية و المسار الناجح و الحكومة المنسجمة.
المنسق الجهوي للحزب، محمد القباج، اعتبر أن الديمقراطية لا تُقاس إلا بالنتائج، مستشهداً بالحماية الاجتماعية، مدارس الريادة، ومعالجة أزمة الماء.
لكن الواقع اليومي للمغاربة يطرح سؤالاً مقلقاً: أي نتائج يتحدث عنها الأحرار؟ هل هي الأسعار المشتعلة التي حوّلت القدرة الشرائية إلى رماد؟ أم التعليم الذي صار مادة للتندر، بعدما تحوّل شعار “مدارس الريادة” إلى غلاف بلا محتوى؟ أم الماء الذي يغيب عن بيوت القرى بينما تُهدر الملايير في ملاعب المونديال؟
خطاب القباج بدا أقرب إلى تقرير داخلي لحزب يريد إقناع مناضليه بجدوى “المسار”، أكثر من كونه خطاباً سياسياً يقنع المواطنين.
حتى برلماني الحزب، يونس بنسليمان، لم يجد سوى أن يردّد: “واش قادر شي حزب يدير بحال هذ اللقاءات ويقدم المعطيات؟”.
وهو تصريح يكشف أن الحزب يرى في اللقاءات التواصلية إنجازاً بحد ذاته، متناسياً أن الديمقراطية ليست في القاعات المغلقة، بل في مواجهة الشارع ومساءلة الفشل.
أما دعوته للحاضرين بعدم الالتفات إلى “المشوشين”، فهي أكبر دليل على أن كل صوت ناقد يُختزل في خانة الضجيج.
والحقيقة أن التشويش الحقيقي يأتي من خطاب سياسي يوزّع الوهم بالأرقام، ويعتبر أن “القبول الشعبي الكبير” حقيقة مطلقة، رغم أن استطلاعات الرأي تؤكد تراجع الثقة في الحكومة والأغلبية.
في النهاية، يظهر أن ما يسميه الأحرار توطين الديمقراطية، ليس سوى محاولة لتجميل واقع مأزوم، حيث تتكدس الأقسام بأربعين تلميذاً، وتستمر طوابير المستشفيات في التمدد، بينما يزداد الفقر عطشاً في قرى بلا ماء. إنها ديمقراطية شعارات، لا ديمقراطية نتائج.