A Moroccan Waiter Teaches the Ministry of Tourism a Lesson in National Sovereignty
مدينة شفشاون الزرقاء شهدت مشهدًا استثنائيًا اختصر المسافة بين وعي المواطن وغياب الدولة.
شابٌّ يعمل نادلًا في أحد مقاهي ساحة وطاء الحمام تدخّل بلباقةٍ لتنبيه سائحاتٍ أجنبياتٍ إلى أن القمصان التي يرتدينها تحمل خريطة المغرب مبتورةً من أقاليمه الجنوبية.
لحظة صغيرة تحوّلت إلى مشهد رمزي كثيف الدلالة، يُظهر وعي المواطن البسيط مقابل غياب يقظة المؤسسات.
وسائل إعلام مغربية أكدت أن المجموعة، المكوّنة من نحو عشر سيدات إيطاليات، وصلت إلى شفشاون قادمةً من طنجة مرتديات القمصان نفسها دون أن تُستوقف من أي جهة.
وأوضحت السائحات أن تلك القمصان وُزّعت عليهن من طرف الشركة المنظمة للرحلة، ما يثير تساؤلات حول غياب الرقابة على وكالات الأسفار وحدود وعي الوزارة المسؤولة عن “صناعة الصورة” في بلدٍ يجعل من السياحة رافعةً استراتيجية.
مصدر داخل وزارة السياحة حاول التقليل من الواقعة، مشيرًا إلى أن السائحات “تخلّين عن القمصان بعد التنبيه”، غير أن التوضيح بدا أقرب إلى تبريرٍ بيروقراطي متأخر منه إلى موقفٍ مؤسساتي يليق بخطورة المسّ برمز سيادي.
فحماية الهوية الوطنية لا تُقاس بسرعة رد الفعل، بل بمدى استعداد الأجهزة لحماية الرموز قبل أن تُمسّ.
حادثة شفشاون تتجاوز خطأً تسويقيًا عابرًا؛ إنها ناقوس تنبيهٍ لمنظومةٍ سياحيةٍ فقدت الحسّ السيادي، واكتفت بلغة الانبهار بدل اليقظة.
وحين يسبق وعي نادلٍ بسيط يقظة وزارةٍ كاملة، تصبح المسألة أبعد من حادثةٍ فردية: إنها قصة بلدٍ يملك شعبًا يحرس رموزه بحدسه، بينما إداراته تكتفي بالمشاهدة.
فالسياحة ليست مجرد اقتصادٍ وترويجٍ، بل مرآة هويةٍ لا تحتمل الخدش.
