A Cry from Behind the Walls… Tiflet 2 Tells a Painful Chapter from the Book of Suspended Dignity
من داخل أسوار سجن تيفلت 2، تخرج هذه المرة قصة إنسانٍ لا يطلب امتيازًا، بل حقًّا بسيطًا في العلاج والدراسة والكرامة.
مواطنة مغربية وجّهت نداءً إنسانيًا عاجلًا لإنقاذ شقيقها المعتقل، مؤكدةً أنه يعيش ظروفًا صحية ونفسية قاسية نتيجة ما وصفته بـ“الإهمال الطبي وسوء المعاملة اليومية”.
الرجل، وفق روايتها، يعاني من ارتفاع الضغط وأمراض القلب والسكري، ويواجه أحيانًا صعوبات في الحصول على أدويته بشكل منتظم.
كما تشير إلى أنه أجرى فحصًا طبيًا قبل نحو أربعة أشهر، لكن نتائجه لم تصله حتى اليوم، رغم مطالبه المتكرّرة داخل مصحة السجن وكأن نتيجة الفحص تحتاج ترخيصًا سياسيًا قبل أن تُسلَّم.
ورغم حالته الصحية، لم تُمنح له فرصة متابعة دراسته، رغم أنه حاصل على أربع إجازات وأربع شهادات بكالوريا، وكان يأمل التسجيل في “مسار التميز” أو في سلك الماستر.
الطلب قوبل بالرفض دون تفسير، ليضيف الحرمان من التعليم إلى معاناته اليومية، في مشهدٍ يُفرغ شعار “إعادة الإدماج” من معناه ويحوّله إلى مجرد فقرة تُتلى في التقارير السنوية.
القانون المغربي المنظم للمؤسسات السجنية (رقم 23.98) ينصّ بوضوح على حق السجين في الرعاية الصحية والتعليم باعتبارهما جزءًا من كرامته الإنسانية، لا منحةً مؤقتة.
لكن بين النصّ والواقع، تضيع الحقوق في دهاليز البيروقراطية، وتُصبح الكرامة بندًا مؤجَّل التنفيذ.
هذه القصة لا تبحث عن خصومة، بل عن إنصاتٍ بسيط لنداء إنسانيٍّ مؤلم؛ عن فرصة لأن نرى الإنسان في السجين قبل أن نراه في محضر الاعتقال.
فالسجن، في النهاية، ليس فقط مكانًا لترويض الأجساد، بل مرآة تكشف مدى اتساع المسافة بين العدالة والرحمة، وبين الدولة ومواطنيها.
نداء هذه العائلة لا يطلب المستحيل…
بل فقط أن تمتد يد المسؤولية قبل أن يُغلق الصمت آخر الأبواب أو يُغلق الوطن عينيه عن وجعه الصامت.
