From Apprenticeship to Standstill — The Government Trains Youth to Wait
الشباب في المغرب لم يعد يبحث عن التكوين… بل عن معنى الحياة.
جيلٌ كامل تجاوز الأربعين وما زال يحمل صفة “شابٍّ في طور الإدماج”، بلا عملٍ قار ولا زواجٍ مستقر، فقط بطاقة تعريفٍ تُذكّره بأنه ما زال ينتظر دوره في طابور الوطن.
في تصريحٍ لموقعٍ إلكتروني، أعلن وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات أن الحكومة أعدّت خريطة طريقٍ دقيقة لسياسة التشغيل، تقوم على برنامج “التدرّج المهني” الذي يستهدف إدماج 200 ألف مستفيد خلال السنة المقبلة، بعدما لم يكن الرقم يتجاوز تسعة آلاف في السنوات الماضية.
السكوري قدّم الأرقام بلغةٍ واثقة، مؤكّدًا أن الحكومة رصدت 800 مليون درهم لتكوين الشباب في 200 مهنة تشمل الصناعة التقليدية والسياحة والفلاحة وإصلاح الآليات، وفق مبدأ “20 في المائة تكوين نظري و80 في المائة تطبيقي”.
كشفت مصادر إعلامية أن التسجيل في البرنامج بدأ فعليًا عبر المراكز الجهوية أو المنصات الرقمية للوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات، مع اعتماد نظام معلوماتي لتتبع المسار المهني للمستفيدين.
لكن وسط هذا الطابع التقني والرقمي، يلوح سؤالٌ أكثر واقعية:
ما الجدوى من تكوينٍ لا يفتح باب الشغل؟
الشباب المغربي لم يعد يطلب فرصة تدريب، بل حقًّا في حياةٍ كريمة.
فبرامج “الإدماج” و“التدرّج” و“الفرصة الثانية” صارت مثل الطبّ البديل لاقتصادٍ مريض، تُهدّئ الألم دون أن تعالج الجرح.
في المدن الصغرى والقرى البعيدة، ما زال آلاف الشباب المتخرجين من التكوين المهني يشتغلون في الاقتصاد غير المهيكل، أو يعودون إلى الهجرة السرية كملاذٍ وحيد.
الوزير أكّد أن معدل البطالة تراجع من 13.8 إلى 12.8 في المائة بفضل خلق 280 ألف منصب شغل صافٍ، لكن الواقع يروي حكايةً أخرى: من أصل كل عشرة شباب، سبعة خارج سوق العمل.
ولذلك يبدو أن “التدرّج المهني” في المغرب لا يقود نحو التشغيل، بل نحو تطبيعٍ بطيءٍ مع البطالة.
الحكومة تدرّب الشباب على الصبر أكثر مما تدرّبهم على العمل،
وفي بلدٍ يتخرّج فيه الأمل من الجامعة قبل صاحبه، يبدو أن الدولة بحاجةٍ إلى تكوينٍ في فنّ الوفاء بالوعود،
قبل أن تُدرّب جيلًا آخر على الانتظار.
