فاش كتولي الأسعار كتشعل بحال لهيب الصيف فـ سوق أربعاء الغرب، وكيولي المواطن كيشوف البطاطا بحالها بورصة نيويورك، طبيعي يسوّل: “شكون كيشعلها؟ وشكون كيعطيها البنزين؟”
جاوبونا، قالو لينا: “المضاربين! المحتكرين! السوق الحر!”
آه، السوق حر… حر فجيوب الناس، ومربوط فـمصالح الكبار.
فهاد الجو، خرجات وزيرة الاقتصاد نادية فتاح العلوي، وقالت بصوت عاقل وبنبرة واثقة:
“عطونا اللائحة ديال المحتكرين!”
بمعنى آخر: الحكومة كتعاني من قلة المعطيات… وباغا الشعب والنواب يعاونوها.
ولكن واش فعلا الحكومةماعارفاش؟ واش داك الجهاز الكبير اللي فيه اللجان، والمجالس، والمندوبيات، ما قدرش يطّلع لائحة فيها شكون كيخزن، وشكون كيزيد، وشكون كيلعب بثمن المازوط بحال البورصة؟
ولا غير دايرين راسهم ماشايفينش؟
الشعب ماشي بوليسي. المواطن فـ سوق أربعاء ما عندوش “أوديت” ولا “تقارير مجلس المنافسة”، ولكن كيعرف الحقيقة بالبصلة، والطماطم، وبثمن كيلو ديال الزيت اللي ولا كيتحسب بالريال.
الشعب ما كيعرفش شكون، ولكن الحكومة عارفة… وساكتة.
وهاد السكوت راه مشي حياد، راه مشاركة صامتة.
مشاركة فـ استمرار وضع، كلشي عارف أنه مشبوه… ولكن ما كاين اللي عندو الجرأة يسمي الفاعل.
وزيرة المالية، بلا ما تشعر، صاوبت مرآة وعاتبات الناس اللي كيتفرجو فيها. قالت ليهم: “إلى ما عجبكومش، سيرو ورّينا شنو كتقدرو تديرو”.
واش هادي حكومة؟ ولا فرقة موسيقية ما كتعزف حتى تسمع تصفيقات؟
السياسة ماشي “شد ليا نقطع ليك”، السياسة هي المسؤولية.
وحين تكوني وزيرة، خاصك تعرفي شكون كيبيع الكارطونة بثمن ديال المازوط، وشكون كيخزن القمح كأنه دهب، وشكون كيمشي للسوق باش ما يلقاش حتى باش يشري حبة طماطم بلا ما يسلف.
فاش الحكومة كتطلب من المعارضة تعطيها أسماء المحتكرين، راه كتقول بلا ما تقول:
“ما بغيناش نواجهو، واجهو انتوما!”
وهاد الشي راه كيدوي بزاف، بلا ما يتقال.