Idriss Lachgar… When the Socialist Union Turns into a Party Under Political Custody
يعيش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واحدةً من أكثر لحظاته ارتباكًا منذ تأسيسه، بعد مؤتمرٍ وطني انتهى كما بدأ: بولايةٍ جديدة لزعيمٍ قديمٍ يعرف جيدًا كيف يُمسك بخيوط اللعبة الحزبية.
إدريس لشكر، الذي أمضى ثلاثة عشر عامًا على رأس الوردة، حوّل الحزب التاريخي الذي أنجب عبد الرحيم بوعبيد واليوسفي إلى تنظيمٍ يُدار بعقلية التسيير أكثر مما يُدار بروح المشروع.
كشفت مصادر اتحادية أن المؤتمر الوطني الثاني عشر، الذي كرّس لشكر لولاية رابعة، ما زال يثير نقاشًا سياسيًا وقانونيًا واسعًا.
فخلافًا لما جرت عليه العادة، لم يتوصّل الرجل إلى حدود الساعة بأي رسالة تهنئة ملكية، وهي إشارة رمزية ثقيلة في العرف السياسي المغربي، تُقرأ داخل الحزب كصمتٍ بليغٍ لا يخلو من الدلالات.
وتحدثت مصادر مطلعة عن متابعة دقيقة من وزارة الداخلية لمخرجات المؤتمر، في ظل تقارير تشير إلى «اختلالات مسطرية» رافقت عملية تعديل النظام الداخلي، بما سمح بالتمديد لولاية جديدة، بل وعن احتمال توجيه ملاحظات رسمية قد تُعيد الملف إلى طاولة النقاش من جديد.
هذا الوضع جعل إدريس لشكر في موقع دفاعٍ سياسي مستمر، كمن يفاوض الزمن أكثر مما يفاوض خصومه.
فهو يدرك أن التحدي الحقيقي لم يعد في المعارضة الداخلية، بل في الحفاظ على الشرعية داخل منظومة حزبية أنهكها التمديد والانقسام.
في كواليس الحزب، تتردّد أصواتٌ تتحدث عن “تمديدٍ بلا أفق”، وعن قيادةٍ تُعيد إنتاج نفسها في زمنٍ تغيّر فيه المشهد السياسي والاجتماعي بالمغرب.
ومع ذلك، يواصل لشكر الدفاع عن خيار “الاستمرارية”، معتبرًا إياه ضمانةً للاستقرار في وجه الانقسامات.
اليوم، يبدو الاتحاد الاشتراكي كحزبٍ يقف على عتبة مراجعةٍ مؤجلة، ينتظر وضوح الموقف الرسمي بقدر ما ينتظر وضوح الرؤية من داخله.
وبين رسالةٍ ملكيةٍ غائبةٍ، وتنظيمٍ متعبٍ، وقيادةٍ تبحث عن توازنٍ جديد بين التجربة والتجديد، يواجه حزب الوردة لحظةً فارقة ستحدّد إن كان ما زال جزءًا من المستقبل أم مجرّد فصلٍ من الذاكرة السياسية المغربية.
