Bozflow: When Rap Becomes a Crime and Artistic Expression Turns Into a “Security Threat”
تتفاعل الأوساط الفنية والثقافية مع اعتقال مغنّي الراب بوز فلو، في لحظة حسّاسة تشهد ارتفاعاً في أسئلة الشباب حول حدود التعبير الفني.
وكشفت مصادر إعلامية أن هذا الملف لم يكن مجرد خبر عابر، بل تحول إلى نقاش واسع حول العلاقة بين الفن ومناخ التعبير في المغرب، خصوصاً عندما يُنظر إلى الأغنية كأنها “تجاوز” أو “إشارة مزعجة”.
شبيبة حزب النهج الديمقراطي العمالي اعتبرت أن متابعة الفنان تحمل أبعاداً سياسية، لكنّها قدّمت هذا الموقف داخل إطار ثقافي وحقوقي واضح:
حرية الإبداع، وحق الفنان في التعبير دون خوف، وحق الجمهور في الاستماع دون حساسيات زائدة.
بالنسبة للشبيبة، ما يقوم به بوز فلو ليس جديداً على الساحة الفنية؛ فالراب، منذ نشأته، كان مساحة للكلام الحرّ عن تفاصيل الحياة اليومية:
الفقر، البطالة، الاختلافات الاجتماعية بين المناطق، والبحث عن أفق يسمح للشباب بأن يجد مكانه في بلده.
وتشير معطيات كثيرة إلى أن الرسائل التي يحملها هذا النوع من الفن لا تُعبّر عن موقف فردي فقط، بل عن جيل يشعر بضغط نفسي واجتماعي، ويبحث عن وسائل حضارية للتعبير:
الموسيقى، الكتابة، الميديا، وصوت الراب تحديداً الذي أصبح قناة حقيقية لتفريغ التوتر، وبناء نقاش علني حول وضعية الشباب.
غير أن الإشكال يظهر عندما يتم التعامل مع النصوص الغنائية بمنطق المسطرة، بدل منطق الثقافة.
ففي الوقت الذي يمكن فيه مناقشة محتوى الأغاني في المدارس الفنية، والمنصات النقدية، ومنابر التحليل، وجد الجمهور نفسه يتابع تحوّل الأغنية إلى “قضية”، وهو ما يثير التخوف من توسيع هوّة عدم الفهم بين الشباب ومحيطهم المؤسساتي.
تضيف الشبيبة أن طريقة التعامل مع الراب في السنوات الأخيرة تُظهر حساسية متزايدة تجاه هذا الفن، خاصة بعد أحكام أخرى في الدار البيضاء، ومع تواصل متابعات مرتبطة بشباب “جيل زيد”.
لكنها، في المقابل، تؤكد أن الحل الأنسب ليس إغلاق المساحات، بل العكس:
فتح النقاش، معالجة الأسباب، فهم السياق، والإنصات لصوت جيل كامل بدل وضعه في زاوية ضيقة.
وفي هذا السياق، استعادت الشبيبة مقولة الكاتب التونسي شكري بلعيد:
“لا يوجد قاضٍ على وجه الأرض يقيّم قصيدة أو أغنية.”
وهي جملة تعكس الرأي الذي يعتبر أن الفن يُناقَش نقدياً داخل فضائه الطبيعي، لا داخل فضاءات أخرى قد لا تستوعب ضرورة المبالغة الفنية أو الرموز أو الأساليب التي تتطلب قراءة متخصصة.
وفي ختام البلاغ، دعت الشبيبة إلى الإفراج عن بوز فلو، وعن باقي الموقوفين على خلفية التعبير أو النقاشات الاجتماعية، مؤكدة أن المغرب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، يحتاج إلى بناء الثقة بين الشباب ومؤسساته، وإلى رؤية ثقافية تُشجع النقاش بدل حساسيته، وتتعامل مع الفن باعتباره انعكاساً لنبض المجتمع لا مصدراً للتوتر.
فالراب، مهما اختلفنا حول لغته أو جرأته، يبقى فناً… والفن، بطبيعته، مساحة للحوار.
ومتى ما صار الفنان يُحاسَب على التعبير، يصبح الخوف هو المايسترو… وتصمت الموسيقى.
