ضحايا زلزال الحوز يردّون على المنصوري: “تتحدثون عن الإنصات… ونحن لم نسمع سوى الصمت”
تصاعدت من جديد موجة الغضب في صفوف الأسر المتضررة من زلزال الحوز، بعد أن أعلنت “التنسيقية الوطنية لضحايا الزلزال” استئناف احتجاجاتها الميدانية، رداً على تصريحات وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان، فاطمة الزهراء المنصوري، التي دعت إلى “الإنصات لبعضنا البعض” و”البحث المشترك عن حلول واقعية”.
لكن الضحايا، الذين عاشوا عامين من الانتظار بين وعودٍ مؤجلة وملفاتٍ معلّقة، ردّوا بعبارةٍ تختزل المأساة: “لم نسمع سوى الصمت.”
في بيانٍ شديد اللهجة، عبّرت التنسيقية عن استغرابها من خطاب الوزيرة الذي وصفته بـ“المستفز”، معتبرة أن من “لم يُصغِ لصوت الضحايا على مدى عامين، لا يحق له أن يتحدث اليوم عن الإنصات”.
وأوضح البيان أن الأسر المنكوبة نظّمت عشرات الوقفات أمام العمالات والولايات وصولاً إلى العاصمة الرباط، وراسلَت مختلف الجهات الرسمية دون أن تتلقى أي ردّ، مشيراً إلى أن “الأرامل والمسنين يعيشون مشاق التنقل والانتظار فقط من أجل حقٍّ بسيط في التعويض والإنصاف”.
رسالة الضحايا لم تكن احتجاجاً اجتماعياً فقط، بل اتهاماً أخلاقياً مباشراً لسياسةٍ حولت المأساة إلى خطابٍ بلاغيٍّ فارغ.
فالإنصات الذي تتحدث عنه الوزيرة لم يكن يوماً فعلاً مؤسسياً، بل شعاراً يُستعمل لتجميل عجزٍ مزمن عن معالجة الملفات على الأرض.
في المقابل، عبّرت التنسيقية عن تقديرها للحراك الشبابي “جيل Z”، الذي تبنّى ضمن مطالبه قضية ضحايا الزلزال، معتبرة ذلك دليلاً على أن صوت العدالة الاجتماعية بات واحداً في هذا البلد، مهما اختلفت الجراح.
كما أكدت دعمها الكامل لكل الأشكال الاحتجاجية السلمية المطالبة بالحق في السكن والكرامة، مع التنديد بأي أعمال تخريب أو عنف ترافق الاحتجاجات.
وجددت الهيئة دعوتها الحكومة إلى تسوية عاجلة للملفات العالقة، وتعميم التعويض على جميع الضحايا المقصيين، ومحاسبة كل من تلاعب بمصير الأسر المنكوبة، معلنة عن سلسلة جديدة من الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان ومقرات العمالات والولايات.
ورغم نبرة البيان الهادئة، إلا أن رسالته السياسية جاءت صريحة:
الكلمات لم تعد تسكّن الألم، والوزراء الذين يتحدثون عن “الإنصات” في وطنٍ أنهكه الصمت، ينسون أن الصدى لا يُبني بيتاً، ولا يُعيد وطناً من تحت الركام.
