انطلقت البارح في بن جرير، المناظرة الوطنية الخامسة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحت الرعاية السامية ديال سيدنا الله ينصرو، وبحضور رئيس الحكومة السي أخنوش، وكاتب الدولة السعدي، وكثر من ألف مشارك جايين من كل قنطرة فالعالم.
المنصة كانت زوينة، الكراسي مريحة، والقاعات مكيفة…
العنوان؟
“الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتنمية المجالية: نحو دينامية جديدة لالتقائية السياسات العمومية.”
واش فهمتو شي حاجة؟
حتى هما ما فهمو والو… غير صفقو!
المعنى كان غايب، والواقع بعيد بزاف على داكشي اللي كيتقال فالميكروفون.
كلشي منظم، وكلشي محسوب، إلا أهم حاجة: المواطن.
السي أخنوش بان ناشط كيدوّز الكلمة، وكيدوي على التضامن، بحال إلى الفقر ولى مسؤولية جماعية، ماشي نتيجة لسياسات عمومية متراكمة.
بحال إلا خاص المواطن يعاون المواطن، والجمعية تعالج الصداع، والتعاونية تركّب النقل المدرسي…
والحكومة؟ كتصوّر، وتدير لايك!
آه …
الفقير ولى خاصو يعاون الفقير،
والغني كيشوف فالدعم بحال حق مكتسب،
والحكومة كتصرف الميزانية على التصاور، وتقول: “هاني خدامة!”
ولكن علاش فـ بن جرير؟
حيت المدينة ولات واجهة ديال المؤتمرات والمناسبات الرسمية،
أما واش اللقاء غادي يبدّل شي حاجة فالمغرب العميق؟ الله يعلم.
راه البرّا باقي فكيك كيتسناو مستشفى، وزاكورة كتشرب بالتقسيط،
وسيدي إفني كتقلب على بصيص أمل، وبن جرير كتفرش البساط الأحمر للمفاهيم الكبيرة:
“العدالة الترابية”،
“الجهوية المتقدمة”،
“التقائية السياسات”…
ولكن التطبيق؟ فمستوى الساكنة = صفر!
الجهات كتحلم تدير مشروع بلا ما تسيفط المراسلة للرباط.
كل باب فيه مفتاح، وكل مفتاح فجيوب الحكومة المركزية.
والمنتخب المحلي كيتفرج بحال المواطن… ويصوّت على البلاغ.
آ سّي عزيز…
النية وحدها ما كافياش.
الرعاية الملكية كاينة، والإشارات من فوق واضحة،
لكن اليد اللي خاصها تْفعّل هاد الورش هي الحكومة.
وإذا اليد كتترجف، راك غادي تولّي التنمية بحال التصاور:
كتفرّج وتدوز.
ودابا، الانتخابات قرّبات،
والمشاريع كترت،
والخطابات تكاثرات،
والكاميرات ما كتساليش.
ولكن فالدواوير، الناس ما بغاوش هاشتاغ التنمية.
بغاو الماء فالرّوبيني،
بغاو الطبيب فالسبيطار،
بغاو النقل فالشتا،
وبغاو المسؤول اللي ما كيهضرش بزاف… وكيخدم.
المواطن ما بقا باغي يسمع “نحو دينامية”،
باغي يسمع “صرفت الميزانية”،
ما بقا باغي يشوف القاعة،
باغي يشوف التغيير من شرجم دارو.
السؤال اللي باقي ففم الناس هو نفسه:
فين حقي؟ وشكون مسؤول؟
واش التضامن سياسة، ولا تغطية على العجز؟
واش المؤتمرات غادي تحل المشاكل، ولا غير حملة صيفية قبل الانتخابات؟
راه المواطن ما بقاش كيتفرّج…
راه بدا كيسوّل، كيسجّل، وكيحضّر للصندوق.