في خطاب مفعم بالوعود الكبيرة والابتسامات العريضة، طلع علينا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعيد برادة في كلمة له امس السبت (21 يونيو)، على هامش الجولة التواصلية التي أطلقها الحزب تحت شعار “مسار الإنجازات”، وقال لينا بكل ثقة أن الإصلاح التعليمي أخيراً بدا كيشوف النور… وبدا من “مدارس الريادة”، المشروع اللي كيقول الوزير أنه غادي يدوّي التعليم ويفيق التلاميذ من سباتهم التربوي.
من 600 مدرسة ابتدائية وصلنا لـ2000، والنية توصل لـ500 إعدادية العام الجاي. والواضح أن الرقم كيسبق الواقع، بحال داك التلميذ اللي حافظ الدرس وما فاهم والو.
أما المفاجأة الكبرى، فهي أن الأستاذ المغربي غادي يولي “يعيش بخير”، وراتبه غادي يوصل حتى لـ15000 درهم، والمدير كيدخل حتى لـ27000 درهم! علاش لا؟ راه ما فيها باس الأستاذ يبدل السيارة كل عام ويشري كمنجة يعزف بيها فن “الريادة”.
لكن الوزير نسى يذكر لينا واش هاد الأجور معممة ولا غير فمدارس “الريادة”… ولا فمخطط “الرياشة”.
وماشي غير الفلوس، الوزير كيهضر حتى على المعنويات، وقال أن نتائج التلاميذ تحسّنت من 30% إلى 45% فالمستوى الابتدائي، وحتى الهدر المدرسي نقص بفضل الذكاء الاصطناعي اللي ولى كيعرف الطفل اللي ناوي يهرب من المدرسة قبل ما يقرر!
آه، حتى الذكاء الاصطناعي دخل على الخط، وكأن المشكلة كانت فالخوارزميات ماشي فالبنية ولا المناهج ولا الاكتظاظ ولا الاكتئاب المهني ديال الأستاذ!
وختم برادة العرض ديالو بإدماج الكيمياء والموسيقى والمسرح فالمقررات… زوينة هادي، ولكن واش المدارس اللي ما فيها حتى .. غادي تعزف لينا سيمفونية النجاح؟
وفي انتظار ما تزهر الريادة… ما علينا غير نباركوا للأستاذ، ونطلبوا ليه يكون فـاللائحة ديال الـ15000 درهم، قبل ما يصحى من الحلم التربوي الجميل!